إختيار لغة القرآن الكريم
قال تعالى : [ إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون ] يقول السادة المفسرون إن الله تعالى اختار اللغة العربية لتكون لغة القرآن الكريم لما للكلمة فيها من أكثر من معنى ، فكل معنى يصلح لزمانها مثل كلمة " أدنى " التي جاءت في سورة الروم ، فهمها المؤمنون الأولون بمعنى الأقرب وبعد مئات السنين حينما عرفت الإنسانية موضوع مستوى سطح البحر اتضح المعنى الآخر للكلمة .
و كثير من كلمات القرآن الكريم لها معاني مختلفة حسب موقعها من الآية الكريمة مثل كلمة
" الم " فيمكن فهمها على أنها من الحروف المقطعة في بداية بعض سور القرآن الكريم ، أو على أنها سؤال تقريري كما في سورة الشرح .
بعض الكلمات يتغير معناها بمجرد تغيير تشكيلها ، مثل كلمات " إذ " و" إذا " و" إذاً " .
هذا قليل من كثير من كلمات القرآن الكريم التي قد تؤدي إلى فهم الحكمة من اختيار اللغة العربية لغةً للقرآن الكريم .
نسأل الله تعالى أن يفقهنا فى الدين وأن يزيدنا علما إنه ولي ذلك والقادر عليه .
أسماء الله الحسنى
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة ... وخلال
الأعداد القادمة نقدم شرح وبيان معاني أسماء الله الحسنى كما فسره لنا الإمام الغزالي وفضيلة الشيخ الشعراوي رحمهما الله تعالى .
الله جل جلاله :
- اسم علم واجب الوجود ، والموجود بحق –الجامع لصفات الإلهية الكريمة .
- هذا الأسم أعظم أسماء الله الحسنى ، لأنه دال على الذات الجامعة للصفات الإلهية .
- توصف باقي الأسماء الحسنى بأنها أسماء الله جل جلاله.
- فى كل عمل تعمله ابدأ بسم الله ؛ لأنها تمنعك من أى عمل يغضب الله سبحانه وتعالى ، فأنت لايصح أن تبدأ عملاً يغضب الله بسم الله .
- من رحمته ( عز وجل ) أن جعل الشكر له بكلمتين " الحمد لله " ...
- كما ينبغي للمؤمن أن يكون لسانه رطباً بذكر الله تعالي .. ينبغي عليه أن يكون لسانه رطباً بحمد الله (عزوجل ).
- جاء ذكر أسم "الله" فى القرأن الكريم 697 مرة .
الرحمن – الرحيم :
- الرحمة فى اللغة هى الرأفة والعطف والشفقة ورحمة الله تامة وعامة : فالرحمة التامة : إضافة الخير على المحتاجين ، والرحمة العامة : تتناول المستحق وغير المستحق وعمت الدنيا والأخرة .
- الله (سبحانه وتعالى ) هو رحمن الدنيا والأخرة ورحيم الأخرة .
- إن كانت رحمة الله (عز وجل ) عامة شاملة – للمؤمنين وغير المؤمنين –فى الدنيا ، فهذا لا ينبغي أن المؤمن له نصيب متميز منها فى الدنيا ، فلة الحياة الكريمة الهادئة المستقرة ، ورضاه عن نفسه وعن خالقه ولو ابتلى أشد البلاء فى صحتها ولده او ماله.
- تتجلى فى إبقاء الله لهم إمهالهم حتى يتوبوا ، وأنه (عز وجل )لايحرمهم من نعمائه . - مفهوم "الرحمن "أن رحمته (عزوجل ) تشمل السعادة الدنيوية والأخروية ؛بالإيجاد أولاً ،وبالهداية ثانياً والإسعاد فى الأخرة ثالثاً ، وبالنظر إلى وجهه الكريم رابعاً.
- "الرحمن " أخص من " الرحيم "لأن " الرحمن " لايسمى به إلا هو( سبحانه وتعالى ) أما "الرحيم "فيمكن إطلاقه على غيره من عباده .
- قد يسأل سائل : ما معنى كونه ( عز وجل ) رحيماً وأرحم الراحمين ولايدفع ( سبحانه وتعالى ) البلاء من مرض أو فقر أو خوف من وساوس الشياطين أو الحيونات المفترسة وغيرها من الفواجع ...!؟
- والجواب: هوأنه من حكمته ( عز وجل ) أوجد للإنسان أعداء يلاحقونه دوماً ... حتى إذا عجز عن مقاومتهم لجأ إلى خالقه وخالق ما يلاحقه ليقدم له طوقاً من النجاة.. ولو أنه (سبحانه وتعالى ) لم يفعل ذلك لما ذكر العبد ربه إلا قليلاً ،وهكذا تتجلى الرحمة فى جوف النقمة.
- نصيب العبد من أسم "الرحمن " : أن يرحم الغافلين فيصرفهم عن طريق الغفلة إلى الله ( عزوجل ) بالوعظ والنصح ، بطريق اللطف دون العنف ، فيرحمهم من غضب الله وعقابه.
الملك :
- هو الذى يستغنى فى ذاته وصفاته عن كل موجود ،ويحتاج إليه كل موجود فى ذاته وصفاته ووجوده وبقائه، فهو مستغن عن كل شئ ، فهذا هو الملك مطلقاً.
- إذا ملك الأنسان شيئاً يقال له يامالك ، ولكن ملكه محدود بحدود مايملك وإذا سعى الأنسان بمالك فإنه يأتى مضافاً كقول ، مالك مصر مثلا ، أما عن مالك الحق ،فإنه (سبحانه وتعالى )ليس مالكاً فحسب بل هو "الملك " الذى يملك الأشياء ويمتلك من ملكها يحكم كونه الخالق لها وللكون بأكمله.
- الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين أستمعوا فى الهداية إلى الأخرة عن كل أحد إلا الله تعالى ، واحتاج إليهم كل أحد ، ويليهم فى الملك العلماء الذين هم ورثة الأنبياء ،وبهذه الصفات يقرب العبد من الملائكة فى الصفات ، ويقترب إلى تعالى بها .
القدُوس:
- التقديس فى اللغة : تعني التطهير ،والقداسة تعني الطهر والبركة .
- قدس العبد لله :طهر نفسه بعبادته وطاعته لله تعالى ،وكبره وعظمه .
- القداسة الإلهية : تعني أن الحق تبارك وتعالى مبرأ من كل عيب أو نقص يتعارض مع كماله المطلق ، وهذا يعني أن جميع صفات الله (عز وجل ) مطلقة وليست نسبية .
- يرى الإمام الغزالي (رحمه الله) أن "القدوس " : هو المنزه عن كل وصف يدركه حس ، أو يتصوره (عز وجل )؛ فإن نفي الوجود يكاد يوهم بإمكان الوجود . "الشيخ الشعراوى"
البقية فى العدد القادم ...
المهندس / محمد موسى