الواحة

منهج الإسلام في حماية ورعاية البيئة

حرص الإسلام على أن تكون البيئة جميلة حسنة خالية من كل شيء يؤثر في جمالها ورونقها، وحتى تظل البيئة جميلة شرع الإسلام بعض التشريعات التي تسهم في ذلك، ومنها محاربة التصحر: وذلك بالحث على تعمير الأرض وإحيائها واستصلاحها وتشجيرها حتى لا تظل جرداء قاحلة، وفي ذلك يقول رسول الله ?: "مَنْ أَعْمَرَ أَرْضًا لَيْسَتْ لِأَحَدٍ فَهُوَ أَحَقّ" ، وحث على المزارعة حتى لا تظل الأرض بورا لا ينتفع بها أحد ، ونهى عن قطع الشجر، لأن قطعه يؤثر في جمال البيئة من جهة، ويحرم الناس والحيوان من الاستفادة منه، وعن رسول الله ?: "لا تَقْطَعُوا الشَّجَرَ، فَإِنَّهُ عِصْمَةٌ لِلْمَوَاشِي فِي الْجَدْبِ", كما أمر رسول الله ? بإماطة الأذى، كالأوساخ والقاذورات وكل ما فيه أذى عن الطريق حتى تظل الأرض نظيفة جميلة تسر الناظرين إليها.
 النظافة: حث على النظافة في الساحات والبيوت والمنازل والطرقات وسائر الأماكن، فقد ذكر أهل العلم أن المروءة في النظافة وطيب الرائحة.
الحفاظ على المياه :من المهم جدا المحافظة على البيئة المائية فالماء عصب الحياة قال تعالى:  "هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " (النحل 10 : 11 ) ، كما أن الماء سبب للتطهر، فقد أنزل الله تعالى الماء ليتطهر ويتنظف به الإنسان، قال تعالى: "وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ" (الأنفال : 11)، لذلك كانت دعوة الإسلام واضحة للمحافظة على البيئة المائية، فأمر بالمحافظة على نظافة الماء وعدم تقذيره، قال رسول الله ? : "لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري، ثم يغتسل فيه" ونهى الإسلام عن الإسراف في استعمال الماء حتى في الطهارة والوضوء .
حماية الحيوانات النادرة ( المحميات الطبيعية ): تحريم الصيد في أزمة معينة وفي أماكن محددة، وهذا من شأنه أن يتيح الفرصة للحيوانات والطيور للتكاثر والتناسل.
النَّهي عن التلوُّث قال رسول الله ? : " إذا أبيتم إلا الجلوس في الطريق فأعطوا الطريق حقَّه، قالوا : وما حقُّ الطريق يا رسول الله؟ قال: غَضُّ البصر، وردُّ السَّلام، وإماطة الأذى عن الطريق"  وأيضاً لعن رسول الله ? من يبول في ظلِّ شجرة أو في قارعة الطريق، وغيرها الكثير من الأقوال في الكتاب والسُّنَّة. لكن الذي يحدث الآن يفوق قضاء الحاجة في الماء أو قارعة الطريق، الآن أصبحت الدُّول ترمي بالنِّفايات النَّـوويَّة والكيميائية في البحار أو تدفنها تحت الأرض، مما أدَّى إلى هلاك الحرث، والزرع، والحياة في كلِّ مكان، ، ناهيك عن تلوث الهواء الذي نتنفسه .
 الحثُّ على تنمية البيئة يقول رسول الله ? : " ما من مسلمٍ يغرس غرساً ، أو يزرع زرعاً ، فيأكل منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ، إلا كان له به صدقة"  ، وحتى في الحروب فقد نهى عليه ? عن قطع الشجر أو قتل الحيوان إلا للأكل من غير زيادةٍ عن الحاجة. كما حثُّ على تنمية البيئة بالزَّرع ، لأنه من المعروف الآن أن المصفاة الوحيدة التي نملكها على الأرض لتنقية الهواء من التلوُّث هي النباتات.
  مهندسة  عفاف مبروك
رئيس قطاع المشرف على جهازى الجودة والبيئة سابقاً