خواطر ايمانية

الأمانة

      المعنى اللغوي للأمانة : الأمانة يقابلها الخيانة ، والأمانة تطلق على كل ما عُهد به إلى الإنسان من التكاليف الشرعية وغيرها كالعبادة والوديعة ، ومن الأمانة الأهل والمال ، وقد اشتُهِرَ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قبل البعثة بالصادق الأمين .
الأمانة في القرآن الكريم :
1- من معاني الشرف للأمانة ما أشارت إليه الآية الكريمة من سورة الأحزاب : [ إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ] ومفادها أن الله سبحانه وتعالى عرض الأمانة على كافة مخلوقاته وخيرهم بين قبولها أو تركها بطريقة وفي وقت لا عِلم لنا بهما ، وكان الإنسان من بين هذه المخلوقات فقبلها ووعَد الله سبحانه وتعالى بالقيام بتكاليفها وقد وصفه الله بأنه ظلوما جهولا لعلمه  بذلك ، فأعطاه الله عز وجل العقل ليفكر كيف يعبد الله حسب وعدِه وأرسل له الرسل والأنبياء ليذكروه بما عاهد الله عليه .
  ويرى مفسرون آخرون أن الأمانة في هذه الآية  الكريمة هي أمانات الناس .
2- من معاني الأمانة في القرآن الكريم ما تدل عليه آية الدَيْن الكريمة في سورة البقرة : [ فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي أتُمَن أمانته وليتق الله ربه ] وهنا جاءت الأمانة لتدل على نوع من أنواع البيوع وهو بيع الأمانة حيث لا يوجد رهن فيه ولا كتابة ولا إشهاد وقد وثق البائع في المشتري ووكله إلى دينه وذمته ومراقبته لربه ، فعلى المشتري مقابلة الثقة بما يكافئها وليتق الله ربه .
3- قال تعالى في سورة النساء : [ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ... ] فجاءت الأمانة هنا بصيغة الجمع " الأمانات " لتدل على أن الأمانة تتنوع بتنوع العلاقات بين الفرد وربه وبين الفرد ونفسه وبين الفرد وأفراد المجتمع الذي يعيش فيه .
وليعلم أن مَن ائتمنه قد منحه الثقة فيها فليقابل الثقة بما يكافئها ، وقال بعض المفسرين أن الأمانة هنا تختص بأمانات الأموال لأنها هي التي يمكن أداؤها إلى الغير .
4- وقال تعالى في سورة الأنفال : [ يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون] ففي هذه الآية الكريمة يتضح معنى المقابلة بين الأمانة والخيانة وأن عدم أداء الأمانات إلى أهلها تُعد بمثابة الخيانة حيث قال صلى الله عليه وسلم : ( لا إيمان لمن لا أمانة له ولادين لمن لا عهد له ) .
5- وفي سورتي المؤمنون والمعارج : [ والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ] ومنها يتضح امتداح كل أمين ووعد من الله سبحانه وتعالى له بالجنة يقابله تقبيح الخيانة والخائنين
  ولما كانت الأمانة عملا اخلاقيا من عمل القلوب وله أثره في المجتمع وكان الدافع لتحقيقه هو تقوى الله ، فكان الله عز وجل هو الرقيب علي هذا العمل ، ويكفي الخائن جزاءً وازدراءً أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد سلكه في عِداد المنافقين لحديثه الشريف : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وَعَد أخلف وإذا اؤتمن خان ) ، ( إذا ضُيِّعَتِ الأمانةُ فانتظر الساعة قال : كيف إضاعَتُها يا رسول الله ؟ قال : إذا اُسنِدَ الأمر لغير أهله فانتظر الساعة ) . 
 مهندس/  محمد موسى