الواحة

التسامح النبوي

من معاني التسامح: السهولة والحلم، والعفو واللين، والجُود والإحسان .. والتسامح خلق نبوي عظيم، وكثيراً ما كان لهذا الخلق النبوي الأثر الكبير في تغيير نفسية من جاء يريد إيذاءه صلى الله عليه وسلم، فقد كان يأتي أحدهم وليس على وجه الأرض مَنْ هو أبغض له من النبي صلى الله عليه وسلم،ويعود وليس على وجه الأرض من هو أحب إليه منه، وذلك لتسامحه وعفوه صلوات الله وسلامه عليه ومن تلك المواقف فى تسامح رسول الله صلى الله عليه وسلم:
التسامح مع الجاهل:
عن أنس رضي الله عنه قال: (كنت أمشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجذبه بردائه جذبة شديدة، نظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جذبته، ثم قال: يا محمد مُرْ لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك ثم أمر له بعطاء) رواه مسلم، وقال النووي: "فيه احتمال الجاهلين والإعراض عن مقابلتهم، ودفع السيئة بالحسنة وفيه كمال خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلمه وصفحه".
التسامح مع الكافر:
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الكافرين ـ الذين كانوا يقيمون بين المسلمين ولا يعتدون عليهم ولا يقاتلونهم ـ كان تعاملاً قائماً على التسامح والعدل، فكان يعدل معهم، ويزور مريضهم، ويحسن إلى جاره منهم، عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال: ذُبِحتْ شاة لابن عمرو في أهله، فقال: أهديتم لجارنا اليهوديّ؟ قالوا: لا، قال: ابعثوا إليه منها، فإني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورِّثه) رواه البخاري.
التسامح مع الخدم:
يقول أنس رضي الله عنه خادم النبي صلى الله عليه وسلم عن تسامحه وعفوه صلى الله عليه وسلم معه: (خدمتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما سبَّني سبة قط، ولا قال لي أف قط، ولا قال لي لشيء فعلته: لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلته) رواه أحمد. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قطُّ بيده، ولا امرأة، ولا خادماً، إلَّا أن يجاهد في سبيل الله. وما نِيل منه شيء قطُّ، فينتقم مِن صاحبه، إلا أن يُنْتَهك شيء مِن محارم الله، فينتقم لله عزَّ وجلَّ) ولا يخلو الخادم من خطأ أو تقصير في خدمته وعمله، ومع ذلك كان صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه بالتسامح والعفو عنه، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كم نعفو عن الخادم؟ فصمت، ثم أعاد عليه الكلام فصمت، فلما كان في الثالثة قالاعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة).
التسامح في البيع والشراء :
البيع والشراء صورة من صور المعاملات اليومية التي تقتضي قدْراً كبيراً من السماحة، ولذلك دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحمة للرجل السَمْح في بيعه وشرائه، فقال صلى الله عليه وسلم: (رحم الله عبداً سمحاً )سهلاإذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا اقتضى) طلب قضاء حقه بسهولة) رواه البخاري
وقد كان التسامح والعفو النبوي مع استطاعته صلى الله عليه وسلم البطش والإنتقام ممن أساء إليه، لكنه كان كما قال الله تعالى له (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ (المائدة:13
صلوات ربى وتسليماته عليك يا سيدى يا رسول الله صلو عليه وسلموا تسليما .. (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ).
إعداد : مصطفى محمد على