الواحة

حلو الكلام .. مع بداية العام

قال الإمام "الأصمعي" أحد أئمة العلم في عهد الخليفة هارون الرشيد. : بينما أنا أطوف بالبيت ذات ليلة إذ رأيت شابًا متعلقا بأستار الكعبة يقول: يا من يجيب المضطر فى الظلم  ,يا كاشف الضر والبلوى مع السقم  ,قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا وأنت يا حي يا قيوم لم تنم أدعوك ربي حزينًا هائمًا قلقًا فارحم بكائي بحق البيت والحرم إن كان جودك لا يرجوه ذو سفه فمن يجود على العاصين بالكرم  .. ثم بكى بكاءً شديدًا وأنشد يقول : ألا أيها المقصود فى كل حاجتي شكوت إليك الضّر فارحم شكايتي ألا يا رجائي أنت تكشف كربتي فهب لي ذنوبي كلها واقض حاجتي أتيت بأعمال قباح رديئة وما فى الورى عبد جنى كجنايتي أتحرقني بالنار يا غاية المنى فأين رجائي ثم أين مخافتي يقول الأصمعي : فدنوت منه .. فإذا هو زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين .. فقلت له : سيدي ما هذا البكاء والجزع .. وأنت من أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ؟ أليس الله تعالى يقول : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا } (الأحزاب 33 ) فقال : هيهات هيهات يا أصمعي إن الله خلق الجنة لمن أطاعه .. ولو كان عبدًا حبشيًا ... وخلق النار لمن عصاه ولو كان حرًا قرشيًا ... أليس الله تعالى يقول: ( فإذا نفخ فى الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون * فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم فى جهنم خالدون )  (المؤمنون 101).
جميل جداً ان نستقبل هذا العام الجديد بالحب والتفاؤل والأمل ,و أن نفتح صفحة جديدة مع الحياة ، نتقرب أكثر من الله ونتوب إليه و نتصالح أكثر مع أنفسنا ومع المحيطين بنا ونصل رحمنا ونؤتي كل ذي حق حقه ونسامح من ظلمنا، ونتخذ من هذا العام فرصة للتغير إلى الأفضل  ,وأن نحاول فيه التخلى عن الأفكار السلبية ونتحلى بالإيجابية لنفيد بها المحيطين بنا ووطننا.
جميل جداً أن تعلي أنت شأن قيمة العمل والإنتاج لديك ومن حولك مهما كان موقعك فلاسبيل لرضا ربك ورقيك ورفعة أولادك ونهوض مجتمعك إلا بذلك ,روي أن لقمان الحكيم قال لإبنه: يا بني استعن بالكسب الحلال فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال: رقة في دينه، وضعف في عقله، وذهاب مروءته وأعظم من هذه الخصال استخفاف الناس به.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق، ويقول: اللهم ارزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة. وقال الشاعر: بِقَدْرِ الْكَـدِّ تُكْتَسَـبُ المعَـالِـي ... ومَنْ طلب العُلا سَهرَ اللَّـيالِــي ... ومن طلب العُـلا من غير كَــدٍّ ...أَضَاع العُمْـرَ في طلب الْمُحَــالِ .. إجتهد  تحدي انجح وارتقي بذاتك حتى تحقق حلمك وأهدافك   
جميل جداً أن نفعل مفهوم التكافل الإجتماعي من منطلق، قوله تعالى: ?وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ? (المائدة: 2) وقول رسوله صلى الله عليه وسلم: " الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ ، وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" متفق عليه.
جميل جداً مع بداية هذا العام الجديد أن نخلص في دعائنا  مثل الإمام زين العابدين ونسأل المولي عز وجل خير هذه السنه فتحــها ونصرها ,ونورهــــــا ,وبركتـــها وهداهــــا ،ونتعوذ من شر هذه السنه وشر مافيها باطنها وظاهرها ومابعدها.. ونقول :اللهم أني أسألك بإسمك الأعظم الذي إذا سألت به أعطيت وإذا دعيت به أجبت وإذا استنصرت به نصرت يا سميع يا قريب يا واحد يا أحد يا فرد صمد يا حي يا قيوم يا مجيب دعوة المضطرأن تجعل مصر آمنة مطمئنة مستقرة وجميع بلاد المسلمين ,اللهم من أرادها بسوء فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا علية ..واحفظ يارب شركتنا وادفع مسيرتها لتكون في مقدمة الشركات العالمية ,اللهم انا نسألك الاخلاص في القول والعمل))  اللهم آمين آمين آمين ,وكل عام وأنتم بخير
عمرو صبري