خواطر ايمانية

ما الحكمه من وجود الشر؟!!

• نحن نعلم علم اليقين بأن الله خالق كل شئ ونوقن أنه سبحانه وتعالى عليم حكيم , فإذا علمنا ذلك وسلمنا بأنه خلق الخير والشر فالبد ان يكون وراء خلقهما حكمة , فلا بأ ان نحاول معرفة الحكمة من وراء خلق الشر , فإن الحكمة ضالة المؤمن لقولة صلى الله علية وسلم ( الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو احق بها ).
• كانت ارادتة سبحانه وتعالى – أن تكون الدنيا دار اختبار ليميز الله المؤمن من الكافر فينال كلُ جزاؤه فى الحياة الدنيا والآخرة , وشاءت حكمته ابتلاءنا بالخير والشر ( ولنبلونكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون)
• نحن نؤمن بأن قدر الله لا يأتى الا بخير , أما ما نراه شراً فإنه شر حسب رؤيتنا القاصرة عن إدراك عاقبة هذا الأمر , ولو تدبرنا وصبرنا لأدركنا الخير والنفع فيه ولفهمنا المراد من قولة تعالى ( قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ) ..... فيقول المؤمنون ( الا ما كتب الله لنا ) ولم يقولوا كتب الله علينا فإن ذلك فى إدراك بأن كل ما يكتبة سبحانة وتعالى على المؤمن هو خير له فى دينه ودنياه
• يقول الحق سبحانه وتعالى ( اولا يرون أنهم يفتنون فى كل عام مرة او مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون ) .. ويقول المصطفى صلى الله علية وسلم :- ( إذا احب الله العبد ابتلاه , فمن حبه اياه يمسه البلاء حتى يدعوه حتى يسمع دعاءه )
• فإن الله تعالى جعل الفتنة والابتلاءات بالخير والشر رحمة بعبادة لينتبه الغافل وليرجع العاصى إلى حظيرة الإيمان وذلك ولله المثل الأعلى كأمتحان الدور الثانى للطالب الغافل ليعوض ما فاته فى الإمتحان الأول .
• إن الله عز وجل لم يترك فى الأرض حيراناً بلا دليل , بل هو سبحانه وتعالى تعهدك بعنايتة وإرشادة والنصح لك , فأرسل الرسل والأنبياء وانزل لك الكتب السماوية وأتاك من العبر فى نفسك أيها الإنسان وفى الكون ما تستطيع بها أن تفرق بين طريق الخير وطريق الشر , فإن لم يكن فى ذلك عبرة لأحد من الناس فلا يلومن إلا نفسه .
أعدت الطالبة المجتهدة الآنسة هناء محمود كمال بحثاً بعنوان " مسألة الشر " حاولت فيه البحث عن الحكمة من وراء خلق الله سبحانه وتعالى للشر جاء فيه :
مسألة الشر
• كلنا متعرضون لأن نقابل مشكلة أو نصاب بمرض أو نتعرض لحادث ما , قد يتساءل البعض : كيف ولماذا يسمح الإله العظيم بحدوث مثل هذه الأحداث فى حياتنا ؟! هنا لابد من معرفة الجواب عن هذه التساؤلات فقد أمدنا الحق تعالى ببعض التفسيرات وترك لنا حرية الأختيار بين أن نقبل قولة تعالى أو أن نتبع غير سبيل الهدى .
• لقد كانت أول آية أنزلت فى القرآن الكريم هى :(إقرأ باسم ربك الذى خلق ) , وليس معناها أن تكون قراءتنا قاصرة على قراءة آيات القرآن فقط , وإنما يأمر الحق تعالى عباده بقراءة آياتة فى انفسهم وفى الكون حولهم بأسم الله تعالى وأن ينظروا ويفكروا فى كل ما يحدث لهم او حولهم بأسم الخالق العظيم ... حتى يروا ويدركوا أن كل شئ فى الكون إنما يحدث بأمرة تعالى .
• الشر موجود ونحن موجودون فكلنا مخلوقات لله تعالى إذن الكل موجود فى الحياة لهدف محدد ولفترة محدودة يقول الحق سبحانة وتعالى ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم الينا لا ترجعون ) فيكون السؤال المناسب هو : ما الهدف من وراء وجود الشر فى حياتنا ؟؟؟
• من صفاتة عز وجل أنه عليم، ومنعم، وقدير وقد يتساءل البعض : حيث أننا نعلم أنه عليم فلماذا لم يساعد هؤلاء الذين يعانون ما دام يعلم ذلك ؟؟ وحيث أننا نعلم بأنه محسن فكيف سمح بوجود هذه المعاناة والآلام ؟! وحيث أننا نعلم ونوقن بأنة قدير فلماذا لم يوقف الآلام ما دام قادراً على ذلك ؟!
• إن الأجابة عن هذه التساؤلات نجدها فى معانى "أسماء الله الحسنى " فإنها ترشدنا لمعرفة صفاتة سبحانه وتعالى كما جاءت فى القرآن الكريم والسنة المطهرة , وهنا نستعرض بعض الأسماء الحسنى ذات العلاقة بموضوعنا . فمن الأسماء التى تلفت النظر : إسم " الضار " والأسم الذى يتبعه مباشرة هو " النافع " فأسم الضار لأول وهلة قد يفضى إلى معنى " الذى منه الأذى " ولكن إذا رجعنا إلى معانى الألفاظ وجدنا فرقاً كبيراً بين معنى " الضار " ومعنى" المؤذى " مع ملاحظة أن المؤذى ليس من أسماء الله الحسنى .
• وحسب تفسير الإمام الغزالى فإن معنى إسم " الضار " هو أن الله عزوجل خالق الخير والشر وجميع المخلوقات من انس وجن وملائكة وأن جميع ذلك ليست أكثر من أسباب وأدوات فقط فالسم لا يقتل بنفسة إلا أن يشاء الله بالقتل بالسم وأنة سبحانة وتعالى أذن للسم بأن يقتل لحكمة هو وحدة يعلمها بل إن المخلوقات جميعها لا تملك لأحد منفعة ولا ضراً الا بإذنة تعالى مصداقاً لقولة صلى الله علية وسلم ( إذا سالت فسأل الله وإذا استعنت فأستعن بالله واعلم أن الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبة الله لك وأن الأمة لو أجتمعت على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ) .
• الله الحكيم له حكمة فى ايجاد الخير وفى ايجاد ما يبدو لنا أنة شر أما المعاناة التى نلاقيها فى حياتنا , فهو عز وجل لم يتركنا دون ان يرشدنا الى حكمته فى ذلك سواء فى القرآن المبين أو فى سنة نبيه الكريم ، ومثال على ذلك قصة موسى عليه السلام مع العبد الصالح الذى أتاه الله من لدنه علماً فمن النظرة الأولى لأفعال العبد الصالح يرى موسى عليه السلام ونحن كذلك نرى أن هذه الأفعال شر كلها ، ولكن بعد أن بين العبد الصالح المنفعة من وراء هذه الأحداث ظهرت حكمته عزوجل فى ذلك . • كذلك لا يصح أن نحاكم الطبيب الذى شق بطن المريض أو بتر ساقه لأننا نعرف ونثق أنه خبير فى علم الطب وأنه فعل ذلك لمصلحة المريض ولمنع ضرر اكبر لو لم يفعل ذلك ؟
• من هنا يتضح لنا أن الشر موجود ولكن لحكمة يعلمها الخالق العظيم فهو العليم وهو قادر على منعه أو انفاذه متى شاءت حكمته فهو" القادر " وهو الذى يجعل الخير والمنفعه وراء هذا الذى يبدو لنا أنه شر فهو عزوجل بالخير ينفع وبالشر ينفع فهو " المنعم " فلابد للمؤمن أن قدر الله لا يأتى إلا بخير ، مهما بدا له من الشر أو المعاناة من وراء هذا القدر .
مهندس محمد موسي